Bizerte actualité

Bizerte actualité

أسباب تهميش بنزرت

عالى منذ أيام أصوات متساكني المناطق الداخلية للبلاد التونسية مطالبة بنصيبها الشرعي من كعكة التنمية التي لم يتذوقوها لسنين .. فالكعكة تقاسمتها بعض المدن و العائلات .. و اليوم و بعد أن سقطت ورقة التوت و تعرت الحقيقة تماما ..اكتشف التونسيون مدى الظلم الاجتماعي و عدم توازن الفرص بين شمال البلاد و جنوبها و بين شرق البلاد و غربها ..و لان هذا الوطن ملك للجميع .. تغمرنا اليوم رغبة جامحة في أن يصبح لكل تونسي حق في ثروات بلاده دون الرجوع إلى طريقة نطقه لحرف القاف ..سواء إن كان بنقطتين أو ثلاث .و يبدو أن الحكومة المؤقتة تدرك جيدا أهمية هذا الأمر فسارعت بفصل التنمية عن الداخلية و انطلقت في توزيع بعض الأموال ..و لكن هل ستكفي بعض المليارات في رتق جروح سنوات ... و على الرغم من أن بنزرت قد حباها الله بالطبيعة الخلابة و الأراضي الممتدة و الطاقات البشرية الكبيرة إلا أنها و لأسباب سنشرحها تباعا في هذا المقال .. يمكن اعتبارها مدينة داخلية .. و إليكم التفاصيل .. شاءت الأقدار أن تلعب بنزرت طيلة سنين دورا هاما في صياغة تاريخ هذا البلد .. ففي 13 جانفي 1952 أطلق المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة شرارة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي ... و في أكتوبر 1963 أصبحت بنزرت آخر مدينة يغادرها المستعمر الفرنسي و في جانفي 2011 أهدت بنزرت كمجمل المدن التونسية دماء و شهداء لثورة الشعب ... و في المقابل كوفئت بنزرت بالتهميش و حتى شهداء حرب الجلاء .. استبيحت دماؤهم بنزع صفة العيد الوطني عن ذكرى الجلاء و هو أول مطالب أهالي بنزرت لمن سيحكمون البلاد مستقبلا ... فلاحيا ..كان من الممكن أن تكون بنزرت إحدى اكبر الممولين لاقتصاد البلاد فامتداد المساحات و كرمها يجعلون من أرضها ارض معطاء و ربما هذا يفسر استيلاء من لا ارغب في ذكر أسمائهم على أراضي شاسعة في الولاية و تحويل المنفعة العامة إلى أخرى خاصة . سياحيا .. ما تزخر به المنطقة جعلها محل أنظار الجميع .. و لكن ما يوجد فعلا على ارض الواقع لا يرقى إلى ما حباه الله المدينة من شواطئ و غابات و بحر جميل ... فبعض النزل المتناثرة لا يمكن أن تجعل عاصمة الشمال قطبا سياحيا .. فالاهتمام الذي حظيت به مناطق أخرى في البلاد كجربة و طبرقة و خاصة الحمامات و سوسة يستوجب تفكيرا جديا من مسؤولي السياحة الحاليين و المستقبليين في أن يحولو الجهة إلى قطب سياحي كبير .. أما على مستوى البنية التحتية ... فتبقى مدينة بنزرت مدينة مشلولة مقعدة على قنطرة قديمة مهددة بالسقوط ... فمالداعي لربح الوقت في طريق سيارة ليضيع في مدخل المدينة ... قنطرة بنيت في عهد بورقيبة ... و سقط بعدها رئيسان و بقيت هي شامخة ... تركع الجميع متى شاءت ..و اسالو أهل الذكر عن عدد المستثمرين الذين فروا بمشاريعهم و أموالهم إلى مدن و مناطق أخرى خوفا من تعطيلات يومية تصيبهم و تصيب مصالحهم بالشلل .... أما الميناء .. فنرجو أن يكون قد تحرر من بواخر الموز العديدة و سفن الدواب التي تملؤ جيوب اللصوص أموالا و أنوف البنازرتية روائح كريهة و تقززا ... على مستوى النقل ..فقد آن الأوان آن تعود إدارة الشركة الجهوية للنقل إلى أبناء المدينة فأهل مكة ادري بشعابها .. و يكفي رشيد الزاير الرئيس المدير العام لهذه الشركة حاليا ما جلبه لها من جودة ..و بالمناسبة .." كان عرضتكم جودة سلمو عليها " .. و بم انه زار طويلا ..فليخفف ..فالصادق بالاخوة بدرجة أولى و خالد السعدي بدرجة ثانية أكدوا إمكانية نجاح أبناء المدينة في إدارة شؤون شركتها الناقلة لمواطنيها .. على المستوى الأمني ..كانت بنزرت و لمدة غير بعيدة إحدى أكثر المدن " تحنيشا ..و تحنشا .." نسبة للصفة التي كانت تطلق على الوجود الأمني ..و بالرغم من هذا فتعدد الجرائم و تنوعها ..يؤكد لنا اليوم أن هذه الكثافة لم تكن سوى لمراقبة عم علي بن سالم ... و زملائه المناضلين .. على المستوى السيادي ..فبنزرت بحاجة اليوم إلى كراسي من نوع " تيفال " غير لاصقة .. فالمسؤول الذي يعين بالجهة لا يغادرها إلا و قد امتدت عروقه و أغصانه ..فالتاريخ لن ينسى الأستاذ محمد الحبيب براهم الذي اجبر المدينة على المرور بفترة بيضاء عاقرة .. و الوالي الحالي الذي لم ينفع لا البلاد و لا العباد .. و غيرهم من المسؤولين الجهويين و السياسيين الذين يرفضون التقاعد و يا ليتهم يعتبرون مم أصاب الرئيس المخلوع فيكرمون لحيهم ..و يغادرون المشهد السياسي بم تبقى لهم من كرامة و قد يعفو الله عم سلف ( يا ذنوبي ) فالجهة تزخر طاقاتا و كفاءات و بالرغم من هذا تغيب اسماء البنازرتية عن الحكومات و المسؤوليات السامية عدى بعض الاستثناءات التي لا تعكس حتما ثراء الجهة بالرجال و النساء ... على المستوى ... الرياضي .. فبنزرت هي المدينة الوحيدة التي يحرم جمهورها من الجلوس في مدارج رئيسية في ملعبها بدعوى الحفاظ على الأمن و كان جمهور السي ا بي ..جمع من المجرمين و قطاع الطرق .. و بنزرت هي المدينة الوحيدة التي توعد سنويا بتعشيب و إنارة ملاعبها و تحنث هذه الوعود مع قدوم السنة الموالية ... و بنزرت هي المدينة الوحيدة التي يتدخل واليها في اختيار رؤساء جمعياتها الرياضية بدعوى أن الدولة يحق لها تعيين رؤساء الجمعيات المنتخبين ما دامت تساهم في إثراء مداخيلها ... على مستوى العمل البلدي ..فلن ننسى العشر سنين التي قضاها المنصف بن غربية جاثما على صدر المدينة غير أبه بطرقاتها السيئة و حدائقها المهملة و نظافتها المنعدمة ..بدعوى الضغط على المصاريف .. و لن ننسى التلاعب في تسميات المستشارين البلديين ..ففلان يقصي فلتان ليعين شقيقته ..و علان " يكمبن " لأخر ليضع ابن صديقه ... و القائمة طويلة .. و اختم بالإعلام فبنزرت و منذ أجيال ما فتئت تضخ الدماء و الأسماء على المستوى الجهوي و الوطني ... في المقابل ..عزفت الدولة عن إنشاء إذاعة جهوية بها و لو أن بعض الشباب الطامحين و المجتهدين سعوا منذ سنة و اشهر لإيصال صوت المدينة لأبنائها عبر إذاعة تبث على الانترنات و صارت اليوم تبحث لها جديا عن موقع في شبكة الاف ام .. فكما تلاحظون كل ما تحقق في بنزرت كان بسبب إصرار أبنائها في إعلاء صوتها و نيل حقوقها ... فلن ينسى أهالي بنزرت أن الرئيس المخلوع اشرف على مجلس وزاري لصالح ولاية اخرى ابان عيد الجلاء الأخير .. إن بنزرت و أن توجد على الساحل و تبدو محظوظة ..فإنها و للأسف كانت كعدد كبير من المناطق تعيش في ظل مناطق أخرى ..فهل ستلتفت لها عدالة السماء و الحكماء في قادم الأيام ...

visitez nous sur notre page FB https://www.facebook.com/pages/Bizerte-actualit%C3%A9/214472808621009  : 



04/01/2012
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Actualités locales pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 13 autres membres